اسليدرمقالات واراءمنوعات ومجتمع

المحاضرة عن السلام لغة الأديان

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم كريمة دحماني بنت خالد

سفيرة السلام العالمي السلام

هو الوجود الفطري في أعماق كل انسان يحمل جميع القيم الأخلاق الكامنة في مصطلحاته العريضة السلم ، والسلام ، والسلامة ، والتسليم ، والاستسلام ، والبراءة من كل العيوب فإنه روح الديانات وغاية الرسالات السماوية والشرائع الربانية و هناك سلام بين الدول، وهناك سلام بين جماعات بشرية،

وهناك سلام داخل الأسرة، وهناك سلام بين المرء وذاته. فإنه يشرح المصالحة مع النفس ومع الغير حيث يجمع كل الصفات الايجابية المرغوبة في ذاتها تربطها اتفاقيات في التعامل تكون فيه الراحة والهدوء والأمن والامان و توازي مع الحالة الإيجابية عكس الحالة السلبية التي تقوم على نزعات الحروب و العنف الذي يهدد النفس والبشرية ..

فهل يطبق الانسان السلام من سلوكياته فيما تنصه شرائع الاديان ؟

أو بعبارة اخرى ما مفهوم السلام في العالم ؟

تعريف السلام إن خطورة الصراع في العالم والرعب النووي و غزوالفضاء حتم على الدول إتباع سياسة التعايش السلمي لحل الخلافات بطرق سلمية في ايطار التفاهم والتعاون و تجاوز الخلافات وتقبل ايديولوجية الاخر لتخفيف حدة التوتر وتفادي الخسائرو الازمات لذلك يعتبر السلام المسعى المنفذ للبشرية بكافة أجناسها شعوبا وقبائلا في المحافظة على العلاقات وعدم امتهان كرامة الإنسان من انحرافات العقائدية والمجتمعية والأخلاقية و الظلمات والضياع لتحقيق الرفاهية والراحة النفسية والشعور بالأمان والاستقرارالذهني فى كافة أمور الحياة

يكون واضح من روح المسالمة والتفاهم والوئام وإزالة سوء الفهم وهو الاداة الملحة التى تطمح بمنفذيها لبلوغ تواصل المجتمعات لبناء نظام العدل والصدق تحت بنود تحمل صيغة السلم وفعل الصالحات والنافعات من أمانة والسماحة لها قيمة أساسية ومحورية تتجلى في تعزيز حوار التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره كذلك في ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيقه .

فإنه الركيزة التى تظل تحظى باهتمام كل الدول.فهو التعايش و التوافق والانسجام الذي يراعي المساواة، والنظام السياسي في العمل و خدمة المصالح الحقيقية للجميع..

السلام في الاسلام إن لفظ (الإسلام) مبني من مادة السلم والسلام، يحمل محاسنه الحكم والموضوع، الذي سبغ في جمال السلام المذكورفي الاحاديث والسنة النبوية والقران الكريم في توفير الطمأنينة ليقدر في موضعه الاساسي ويكون من أسماء اللـه الحسنى (هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام).

فأن اللـه عزوجل خالق السلم والسلام، ويضمن ذلك للناس بما شرعه من مبادئ، وبما رسمه من خطط ومناهج، وبمن بعثهم من أنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام)، وبما أنزلـه من كتب، فهو تعالى مصدر السلم والسلام، والخير والفضيلة.

كما في الاسلام تشريعات كانت وصية أنزلها الله للأرض لكي يؤمن ويعمل بها المسلم بقوله سبحانه وتعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) فقد إجتمع الإسلام والسلام في توفير السكينة والطمأنينة يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع وقد جعل الله السلام تحية المسلم، بحيث لا ينبغي أن يتكلم الانسان المؤمن مع آخر قبل أن يبدأ بكلمة السلام، حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «السلام قبل الكلام» وسبب ذلك أن السلام أمان ولا كلام إلا بعد الأمان السلام في النصرانية وهم المسيحيين

-أو كما سموا في القرآن بالنصارى- وفقا للشريعة الإسلامية وهم أقرب الناس مودة للمسلمين في القرآن بالنصارى ويجسد العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين.

وقد جاء دين النصراني مكمل لرسالة عيسى عليه السلام، ليتمم لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة من أصولها إلى فضيلة التوحيد ، داعيا إلى التهذيب الوجداني والرقي العاطفي والنفسي حيث يختص السلام مكانة قائمة في ديانة الانجيل تؤيد في حياة الأمة المسيحية قد يعني السلام الكثير عند المسيحيين يسمون اليسوع “أمير السلام”،

كما تأكد ضرورة السلام في شرائع المسيحية حيث أن كل المجتمعات، وجميع الخلق تتفق للتخلص من الشر الموجود فيها.

وهي الحصول على السلام في كل زمان ومكان بين الكائنات المختلفة، ليس فقط الإنسان بل أيضاً كل كائن له روح يحتاج إلى طمئنينة وسكينة .

يكون المؤمن المسيحي سعيداً حين يكون مصدر سلامٍ للآخرين يتمتع بسلام الله عليه أن يعكس في محيطه دائرة وجوده مع كل من يتواصل معهم وهذا يترك في القلوب عزاءً وفرحاً ويرفع من قيمة السلامة فقد أوضح الدين النصراني على مدى اهمية السلام وان الايمان الحقيقي هو المقياس حلقة تواصل ودعوة لها في منظور واحد للسلام في ديانتهم من اجزاء منها تخاطب بالتعايش بمودة ومحبة وسلام ….

كماهو مبين في كتابهم بما جاء به في النوراة فلنعكف إِذا على ما هو للسلامِ، وما هو للبنيان بعضن الِبعضٍ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 14: 19) السلام في التوراة بخصوص التوارة الكتاب المقدس لدى اليهود الذين يؤمنون بالعهد القديم و هو قلب المسيح الذي ينسب اليهم الكتاب المقدس المنزل على موسى عليه السلام حقيقته الأولى أي ما قبل يسوع.

كمرجع يرجع إليه اليهود في الأمور العقائدية، وينظر اليهود والمسيحيون إلى التوراة من سلالة سيدنا ابراهيم عليه السلام من أساس السلام الذي نادى به كل الانبياء المبعثون من آدم الى اخر نبي المرسلين ونأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام مثالا فى تحقيق السلام والأمن ،

والطمأنينة مع اليهود فى المدينة المنورة بعد هجرته إليها فأول شيئ فعله صلى الله عليه وسلم أنه عقد ميثاق التحالف الإسلامى ، أى عقد المؤاخاة بين المؤمنين ( مهاجرين وأنصار) أولا ثم بين المسلمين وبين اليهود فى المدينة وكانت من بين بنود السلم معهم أن اليهود أمة مع المؤمنين ، لهم دينهم وللمسلمين دينهم .

وبذلك استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى مجتمعا فى المدينة يسوده الأمن والسلام كان الهدف الذى يرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيش الجميع فى وطنهم آمنين على أنفسهم ، وأموالهم ، وأعراضهم ، وأهليهم ، وأن يكونوا أحرارا فى عقائدهم وآرائهم ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان على طريق واحد لتحقيق غاية واحدة فكان للتوراة فهم لدينهم أن إيمان بالإنسان في سعة ورحابة للسلام كما نص في الانجيل خَالِقًا ثَمَرَ الشَّفَتَيْنِ. سَلاَمٌ سَلاَمٌ لِلْبَعِيدِ وَلِلْقَرِيبِ، قَالَ الرَّبُّ، وَسَأَشْفِيهِ.

كولوسي ٣: ١٥ وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ 1-اهمية السلام لا يمكن أبداً التفريط في الدورالفعال الذي يلعبه السلام في تفعيله بشكل صحيح على الأرض و في سيرة حياة الإنسان فهو بحاجة للتسامح والأمان من أجل اتقان شعائره فهو الوحيد القادر على تسيير السلم واستغلاله بحكمة موزونة وتحويله من السالب الى الايجابي بإرادة لإعلاء والتقدم والتطور في جميع المجالات دون ترقب وتخوف، و الابتعاد من الانقسام و العدوانية ومن الأرواح المتشبعة بالأنانية التي تساهم في رفع اشكال العنف كما يبعد عن النفوس الكراهية و يحقق الألفة ،و المودة من خلال بث أفكاره التي من الممكن أنها تسربت خلال الحروب بالعنف والتدمير، أو على الأقل تم تشويه الشعوب من التعلم واكتساب ونشر الثقافة وبناء الحضارات والنهوض بالدولة اقتصادياً واجتماعياً؛ فالبناء لا يكون إلا في أوقات السلم والأمن.

فالسلام يجعل الناس على وعي كاف لخطر الدخول في الحروب والانشغال بها وبمطلباتها وتأثيرها عليهم، والتي ستضيع فرصة عيش حياتهم في سلام مقابل هذه الغطرسة البشرية.

لذلك السلام هو الذي يفتح الطريق أمام تجار العنف الذين سيكون من مصلحتهم افتعال الحروب وإشعالها، والذين يرغبون بدوامها لوقت طويل على الأرض لزيادة أرباحهم من الأسلحة والذخائر السلام بيئة مشجعة للإبداع ووسائله فهو الذي يحفز الناس على الإبداع وزيادة الجمال والإنتاج ينقل الإنسان إلى آفاقٍ سماوية روحانية عالية، إذ يشجع على انتشار االسكينة ويشيعها بين الشعوب.

ويقرب بين الناس ويجمعهم على المحبة والتعايش أما الحروب تفرقهم وتفكك نسلهم وتبيدهم. ف يرفع الإنسانية إلى مستوى الوجود الاجتماعيِ المتحضِر في حين تقود الحروب الشعوب نحو الانزلاق صوب الهمجية.

واذ تمتعنا من الوعي الكافي فان السلام يزيد من قوة العلاقات بين الدول و اتفاقيات السلام و الغرض منها هي أن يتجنب أهل الدولتين الحروب و آثارها الوخيمة .

لذلك يعد السلام من أهم الوسائل التي تمكن الشعوب من التواصل مع بعضهم البعض بعد ذلك ينفتح الطريق أمام كل منهم من التعرف على العادات و التقاليد و الثقافة التي تميز كل منهما عن الآخر 4-خاتمة فيها ابداء الراي الخاص السلام مفتاح يفتح طريق للخروج الى بر الأمان له ضرورة حضارية ..

طرحه الإسلام منذ أربعة عشر قرناً من الزمن اعتباراً من الفرد وانتهاءاً بالعالم أجمع فهو الذي يبني ويعلي ويعلم ويطور المجتمع ..

لقد حان الوقت لنقف على أعتاب مجتمعاتنا ونقود الأجيال إلى لغة الحوار ولنصرخ عاليا : ” لا للحروب لا للدمار لا للعنف نعم للسلام ”

– فمن واجب كل فرد أو جماعة أو أمة أن تقوم بما في وسعها لحماية السلم والأمن في العالم لأن أي خطر يصيب البعيد قد يصبح قريباٌ ويعم الجميع.

 

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى